ساحة الأبيار.. من “سادي كارنو”إلى “جون كيندي”
جدارية تخلد ذكرى الرئيس الأمريكي الراحل كيندي
تدشين اللوحة التذكارية أشرف عليه وزير المجاهدين العيد ربيقة الذي أعلن عن قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، منح الرئيس الأمريكي الراحل وسام أصدقاء الثورة الجزائرية الذي سيسلم في مراسيم ستنظم في مناسبة لاحقة.
وقال الوزير ربيقة خلال إشرافه، رفقة سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية إليزابيت مورأوبين، على تدشين اللوحة التذكارية أن إقامة هذه اللوحة، جاء تنفيذاً لقرار رئيس الجمهورية «عرفاناً من الجزائر لصديق الثورة الجزائرية (جون كينيدي) الذي عبر عن دعمه ومساندته لحق الشعب الجزائري في الحرية والاستقلال .»
من ساحة “كارنو” إلى ساحة “كينيدي”
في يوم الاثنين 9 جويلية 1957 ، يتجاهل السيناتور الأمريكي الديمقراطي عن الماشاشوسيت جون فيتزجيرالد كينيدي دعوة لاكوست لزيارة الجزائر ومعرفة الوضع الحقيقي في المنطقة، ويدعو بلاده الولايات المتحدة الأمريكية إلى استعمال كل ثقلها من أجل استقلال الجزائر، قائلا: «ليس بالتأكيد أن فرنسا ستحلّ المشكل وحدها ولا بإدعاء أنه من الأفضل أن تطرح هذه المسألة في العلن، يمكنها أن تخفي أن الجزائريين سيكونون أحرارا يوما ما ،» مؤكدا أن «الجزائر قنبلة موقوتة خطيرة، ويمكن لدقّاتها أن تسمع دون توقف إلى أن يأتي يوم وتحدث كارثة أكبر من كارثة الفيتنام، وتنفجر في وجه العالم الحر ».
بعدها بخمس سنوات، يزور أحمد بن بلّة الولايات المتحدة الأمريكية وهو رئيس للجزائر المستقلة، وكان أول رئيس دولة أجنبية يرحب به في حفل استقبال في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض. يومها قال كندي لبن بلة: «إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم في الولايات المتحدة…. يسعدني بشكل خاص أن أرحب برئيس دولة جديدة تمتدّ عبر التاريخ لآلاف السنين ولديها مكانة كبيرة لتلعبها الآن ليس في شمال إفريقيا فحسب، ولكن في جميع أنحاء العالم… نأمل أن تمنحكم هذه الزيارة فرصة لتكوين رأي حول الولايات المتحدة وشعبها، وكذلك الاعتراف بيد الصداقة التي نمدّها إلى شعب الجزائر في إطار هذه الرغبة المشتركة للحفاظ على استقلالنا الوطني وسلام العالم .» كانت هذه الساحة، خلال فترة الاحتلال، تسمى «ساحة كارنو » نسبة إلى الرئيس الفرنسي «ماري فرانسوا سادي كارنو (1894 – 1834) الذي، وللمفارقة اغتيل هو أيضا، مثله مثل كينيدي، وهو في سيارة مكشوفة يحيي الجماهير، على يد أحد «الأناركيين ».
وقد أخدت هذه الساحة اسم «ساحة كينيدي » غداة اغتيال الرئيس الأمريكي جون فيتزجيرالد كينيدي، في 22 نوفمبر 1963 بدالاس. وتمّت التسمية بقرار من الرئيس أحمد بن بلّة يوم تشييع جنازته. بعد ثلاث سنوات، في 23 نوفمبر 1966 ، يزور «إدوارد مور كينيدي » شقيق جون كينيدي حيّ الأبيار للاحتفال باعتراف الجزائر بدعم كينيدي لاستقلالها، مرفوقا بمحمد يزيد ممثل الجزائر في الولايات المتحدة الأمريكية. والتقى مع الرئيس هواري بومدين، لكنه لم يلتق برئيس بلدية الأبيار آنذاك «عبد الحميد بوقارة » الذي كان في مهمّة، لكن أبى إدوارد مور كينيدي إلا أن يرسل إليه تليغراما من مركز بريد الأبيار بالقرب من الساحة، هذا نصه:
«السيد رئيس البلدية، إننا متأثرين عميقا بهذا الاحتفال بساحة كينيدي بالأبيار، بمناسبة الذكرى الثالثة لوفاة الرئيس جون فيتزجيرالد كينيدي. وأودّ أن أعبّر لكم عن امتنان كل عائلة كينيدي والشعب الأمريكي. آمل أيضا أن تعلموا أن عائلة كينيدي والشعب الأمريكي يتشرّفون أن يكون بالأبيار تكريم دائم لذكرى الرئيس كينيدي. بكل إخلاص إدوارد. م. كندي.
كاتب المقالة : مهدي. ب