فريد بن قانة : من السكالا إلى سوسطارة
حط فريد بن قانة الرحّال باتحاد الجزائر قبيل انطاق الموسم الرياضي 1981 – 1982 ، قادما من حي الأبيار الذي ولد فيه يوم 14 جويلية 1963 وحمل ألوان فريقه المحلي منذ انخراطه في فئاته الصغرى. بن قانة كان يتطلع منذ بلوغه فئة الاواسط الى اللعب مع فريق كبير بعدما تأكد من إمكانية البروز على أعلى مستوى في البطولة الوطنية، فحطّ الرحال مبكرأ في فريق إتحاد العاصمة. وبفضل الإمكانيات الفنية والبدنية التي كان
يملكها، لم يلبث بن قانة ان أصبح عنصرا هاما ضمن فريق سوسطارة انطلاقا من موسمه الأول مع هذا النادي، بل صار أحد العناصر المدلّلة في تشكيلة الفريق العاصمي العريق.
بن قانة وجد ضالته ضمن فريق اتحاد الجزائر لأسباب عديدة، منها ان تعداد الفريق العاصمي كان يضم في صفوفه عناصر أبانت عن امكانيات كبيرة في اللعب مثل عثمان نورين وسليم بوطمين وعزّ الدين رحيم وحاج عدلان، فكانوا من بين أحسن اللاعبين في بطولة تلك الفترة. بن قانة جد ضالته مع كل هؤلاء اللاعبين، حتى انه توصل بسرعة الى تطوير امكانياته. كان يلعب دوما في قلب الدفاع وحدث أن استنجد به في وسط الميدان. وتحول مع السنوات الى صاحب المهمات الصعبة، حيث كثيرا ما كان يكلّفه مدربه بحراسة أخطر مهاجمي الفريق الخصم. ويتميز واشتُهر بالإرتقاء أمام الكرات العالية وبالحراسة اللصيقة على المهاجمين، وكثيرا ما كان يشكل خطورة كبيرة على دفاع المنافس في الركنيات التي سجل فيها عدة أهداف بالرأسيات المحكمة.
وعلى الرغم من إمكانياته الكبيرة في اللعب، فإن بن قانة لم يسعفه الحظ لإيجاد مكانة أساسية في الفريق الوطني، حيث لم يلعب في صفوف هذا الأخير سوى مرة واحدة، وذلك في مباراة ودية ضد كوت ديفوار، وكان له شرف تسجيل هدف واحد في تلك المواجهة. ويظهر بشكل واضح أن فريد بن قانة، بالرغم من أحقيته في حمل قميص الفريق الوطني، ذهب ضحية التنافس الكبير الذي كان سائدا آنذاك في صفوف التشكيلة الوطنية. وكم من لاعبين كبار مثله ذهبوا ضحية هذا العامل.
استمر بن قانة في اللعب مع اتحاد الجزائر لمدة عشر سنوات، لكن سجله ألقابه الرياضي مع هذا كان ضعيفا، حيث أنه لم يفز سوى بلقب واحد والمتمثل في كأس الجمهورية الثانية في تاريخ نادي سوسطارة. وقد انسحب بن قانة وهو لا يزال في سن العطاء حسب تقديرات كل الذين سايروا مشواره الرياضي. وقد تحسّر أنصار اتحاد الجزائر كثيرا لانسحابه من فريقهم، وقيل آنذاك ان اللاعب تعرض لضغوط كبيرة لكي يعدل عن قرار الانسحاب لكنه بقي متمسكا بموقفه.
خاض بعد ذلك فريد بن قنة تجربة في مجال التدريب، حيث قاد فرق عاصمية تنتمي الى بطولات ما بين الجهوي، وانتقل بعد ذلك الى تدريب فريق مولودية البويرة لموسم واحد فقط، قبل ان يختفي على الاضواء الرياضية. و يمكن، دون سابق انذار، مصادفته أحيانا في حيّه القديم السكالا، أو في وسط الأبيار و إلا فهو يلقاك بابتسامته المعهودة في حيّ دالي إبراهيم مقامه الجديد…منذ عدة سنوات.
إعداد: ع. اسماعيل