محمد وابري: الحارس الذي بقي وفيا لاتحاد الأبيار
دافع عن ألوان فريق الأبيار بكثير من الشجاعة. قنيا، عرف عنه يقظته واشتهر بارتماءاته الإستعراضية لالتقاط أوإبعاد الكرات الخطيرة والصعبة. انطلق محمد وابري في مشواره الكروي مع اتحاد الأبيار في الموسم الرياضي 63 – 64 ، ولم يغادر صفوف هذا النادي الى أن اعتزل ممارسة كرة القدم. وكان قد ساهم في صنع شهرة فريقه الوحيد الابيار بفضل البراعة التي كان يظهرها في قيادة الدفاع عبر صيحاته تجاه زملائه المدافعين بزطوط ومغالسي والإخوة إسعد، لتنبيههم وللرفع من معنوياتهم في الأوقات الحرجة. ولا زال كل من شاهد مباريات اتحاد الأبيار في تلك الفترة، يشهد لمحمد وابري التزامه بحدود الروح الرياضية تجاه الفريق الخصم، وقيل أنّه عادة ما يدخل في حزن كبير عند خسارة فريقه.
وبالرغم من مرور عدة حراس مرمى في اتحاد الابيار وبروزهم معه، فإن محمد وابري يظل في نظر الرياضيين القدامى في الأبيار كأحسن حارس مرمى أنجبه هذا النادي. ويقول عنه محمد رامول، اللاعب السابق في اتحاد الابيار وأحد المقربين منه « لقد عرفت محمد وابري عن قرب لكونه كان جارا لي في الابيار. تميز بعدة خصال حميدة. فهو متواضع بالدرجة الاولى. كان إنسانا بشوشا يستمتع بالضحك ويتبادل أطراف الحديث مع كل من يعرفه، الشيء الذي جعله محبوبا كثيرا في حي الأبيار. كان الجميع يحترمه لأنه لا يزايد في الكلام ويستمع لرأي الآخرين.
شهرته كحارس أساسي للفريق تعدت الابيار، حتى أنه كان محل اطماع بعض الاندية العاصمية التي سعت الى ضمه لتشكيلاتها. لكن وابري رفض مغادرة اتحاد الابيار وبقي وفيا لألوانه الى غاية اعتزاله كرة القدم. نشط وابري مع لاعبين صنعوا شهرة اتحاد الابيار في الستينات والسبعينات مثل رابح سعدان، المدرب الوطني السابق وبزطوط وحاجي و مغالسي و بوقادوم وغيرهم ممن كانت لهم مكانة خاصة في قلوب الجماهير الرياضية بالأبيار .
محمد رامول أشار ان الحديث عن محمد وابري يطول كثيرا، معتبرا ان التذكير بخصال هذا الرجل واجب، لا سيما، كما قال، أنه كان يغار كثيرا على ألوان النادي، ويحب ان يراه دائما في طليعة ترتيب البطولة. و أضاف محدثنا « لاعب مثل محمد وابري يبقى دائما في الذاكرة لأنه كان رياضيا بأتم معنى الكلمة رحمه الله.
إعداد: عيسى.س